النظام الإجتماعي
كان الملوك يطلق عليهم لقب كولاهو k’ul ahau ومعناها الحاكم الأكبر والمقدس لأن الملك كان له السلطة السياسية والدينية .
وكان الملوك يحكمون من خلال مجلس حكم وراثي.
لكن سلطاتهم تهاوت بعد ظهور المؤسسة الدينية التي كان للكهنة فيها سلطتهم، فكان يتولي حكم كل مدينة ملك يعتبر الكاهن.
وكان الصفوة أغنياء مرفهين وعامة الشعب فقراء مدقعين .
وكان النبلاء يعيشون في بيوت بنيت من الحجارة المنحوتة وجدرانها جصية عليها رسوم .
وكان الموتي من النبلاء يدفنون في قبوحجري ، ومعهم مقتنيات من الفخار والأحجار الكريمة .
واحيانا كان يوضع معهم أضاحي بشرية لخدمتهم بعد الموت .
وكان مجتمع المايا معظمه فلاحين قرويين ،كانوا يؤدون ثلثي خراجهم للطبقة الحاكمة ويسخرون في العمل عندهم .
وكانت النسوة يمشطن ويطيلن شعورهن وكانت تسريحة الشعر تميز طبقة المرأة في المجتمع .
وكن يلبسن ملابس مطرزة كالجيبات والبلوزات .
وكان الماياويون نساء ورجالا يتزينون بالوشم المتقن الرسم.
وكان يوجد العبيد من الأسري والمجرمين .
وكانت تجارة العبيد سائدة ولاسيما وأن الفقراء كانوا يبيعون أنفسهم في أسواق النخاسة .
وكانوا إما يعملون في الأعمال الشاقة أو يذبحون كأضاحي تدفن مع سادتهم ليخدموهم بعد الموت.
كانت مجتمعات المايا تعيش مستوطنات عشائرية لها رؤساء .
وكانوا حكاما بالوراثة أيضا .
وكانوا يحكمون من خلال مهاراتهم السياسية وقدراتهم الروحانية حيث كان يعتقد أن لهم القدرة علي الإتصال بالقوي الطبيعية الخارقة .
وكانوا بين عشائرهم يمثلون الطبقة الراقية .
وكان يوجد مجلس عام لهذه العشائر يضم حكماءها ورؤساء العشائر ليدير أمورهم السياسية والدينية.
معتقدات
ككل الشعوب الزراعية القديمة كان الماياويون الأوائل يعبدون آلهة الزراعة كإله المطر وإله الذرة .
وكانوا يقدمون له القرابين offerings ليتوددوا لها .
وكان الفلكيون القدماء لديهم قد لاحظوا حركات الشمس والقمر والكواكب .
وصنعوا تقويمهم من خلال حساباتهم وملاحظاتهم الفلكية لهذه الأجرام السماوية .
وكانت ملاحظات الفلكيين تتنبأ لتبشرهم بالأحداث والساعات السعيدة في كل أنشطتهم الحياتية ، ولاسيما بالنسبة في الزراعة أو الحرب .
و الأهرامات التلية التي تشبه التلال والمصنوعة من دبش الحجارة وفوق قمتها المذابح altars أوالمعابد المسقوفة ،كانت توضع في قلب المستوطنات ليقوم الكهنة بتقديم الأضحيات sacrifices للآلهة فوقها .
لهذا أقاموا الأهرامات الكبيرة الحجم في موقع الميرادور El Mirador في الأراضي الواطئة من جواتيمالا .وتعتبر من البنايات الضخمة لقدماء المايا .
وفي سنة 400 ق.م. أصبحت منطقة الميرادور مركزا مأهولا بالسكان وكرسي لمشيخة chiefdom قوية .
وأثناء مرور زمن العصر ماقبل التقليدي ، إستخدم المايا الحجارة في البناء .
وكانوا يستعملون حجر الأوبسيديان Obsidian (الصوان) ، وهو من صخور البراكين الناعمة . وكان يجلب من المناطق المرتفعة في جواتيمالا .
فصنعوا منه الأسلحة والآلات والمنحوتات.في سنة 300 م . ظهرت الحضارة التقليدية لشعب المايا . واصبحت حضارة معقدة منذ سنة 300م. –900 م. حيث قامت المدن الرئيسية المستقلة سياسيا كمد ينة تيكال وباينك وبيدراس ونجراس وكوبان .
وكان يتولي حكم كل مدينة ملك يعتبر الكاهن. والحكم وراثة.
وكان الحكام تنقش صورهم فوق إستيلات stelae (أنظر :إستيلا) من الصخور وهم يحملون الأسلحة ويحاولون أسر بعضهم البعض لتقديمهم كذبائح قربانيةلأغراض طقوسية وسياسية .
وكانوا يدمرون اجزاء من المدن ولاسيما التخوم الإحتفالية للمعابد.
لكن هذا لم يكن يؤثر علي السكان والإقتصلد في المدينة ذاتها .
وكانت الدول المدن تحارب بعضها علي نطاق ضيق ولا تتعدي الغارات متبعين الهجوم الخاطف ثم الإنسحاب السربع .ومعظم المهاجمين كانوا من النبلاء .
وفي المناطق المنخفضة بأرض المايا بنيت المدن الكبيرة والمستقرة حيث كانت مأهولة بالسكان الذين كانوا يدفعون الجزية في شكل سلع أو العمل في بناء المعابد والقصور والأفنية وخزانات المياه والجسور العلوية فوق المستنقعات .
وكانوا يبطنون ويمحرون الأسقف والأرضية والجدران بالمونة من عجينة حجر الجير الأحمر.
وكان النحاتون ينقشون علي الأعمدة الحجرية أخبار وتاريخ أسر الحكام وحروبهم وإنتصاراتهم فيها . وكان الملوك يطلق عليهم لقب كولاهو k’ul ahau ومعناها الحاكم الأكبر والمقدس لأن الملك كان كان له السلطة السياسية والدينية . وكان الملوك يحكمون من خلال مجلس حكم وراثي.
لكن سلطاتهم تهاوت بعد ظهور المؤسسة الدينية التي كان للكهنة فيها سلطتهم .
وكانت التجارة الداخلية مزدهرة بين مناطق المايا حيث كانت الطرق منتشرة خلالها لتسهيل النقل والمواصلات.
وكانت البضائع المتبادلة من المحاصيل والسيراميك وريش الطيورالإستوائية وغزل القطن وحجر الأوبسيدون ومسحوقه والملح والأصباغ الحمراء من تجفيف حشرات cochineal القرمزيةاللون ، والبخورمن راتنج شجر كوبال وجلد الفهد والعسل والشمع وغزل القطن ولحوم الظباء المدخنة والأسماك المجففة ، وكان الأهالي يبيعون السلع بالمقايضة أو يشترونها بحبات( كالفول ) الكاكاو التي كانت تستعمل كعملة في البيع والشراء .
الآلهة
كان للمايا آلهتهم المتعددة . وكان الإله الأكبر ( هوناب كو) Hunab Ku خالق العالم وكان أهم الآلهة . والإله (إيتزمنا ) Itzamna إله السماء مالك السموات والنهار والليل يرسل المطر وراعي الكتابة والطب . وكانت عبادته قاصرة علي الكهان .
وظهوره يكون لمساندة الأسرة الملكية ونصرتها .
وإله الذرة (نبات)( يوم كاكس) Yum Kaax
والآلهة الأربعة تشاكس Chacs آلهة المطر وكل إله منها يشير لجهة من الجهات الأصلية a cardinal direction الأربعة وله لونه الخاص .
وكانت النسوة يعبدن إله قوس قزح( إكس تشل) Ix Chelالذي له صلة الشفاء وولادة الأطفال والرضاعة.
وكل المايا يعتبرون الربة( إكستاب) Ixta إلهة الإنتحار.
لأنهم كانوا يعتقدون أن المنتحرين يذهبون في سماء خاصة
الطقوس
كان الماياويون يمارسون طقوسا ويقيمون إحتفالات القداس لهذه الآلهة في أول السنة الماياوية في يوليو أو في حالة الطواريء كما في المجاعات والقحط والأوبئة والجفاف .
وكانوا يتجمعون في ساحة عامة لتكريم الآلهة, ويضعون الريش فوق أبواب الساحة .
وكانت مجموعات من الرجال والنساء يضعون فوق ملابسهم ورؤوسهم الريش والأجراس الصغيرة بأيديهم وأرجلهم عندما برقصون بالساحة علي إيقاع الطبول والزمور وأصوأ ت الأبواق .
وكان المصلون يشربون مشروبا شعبيا. و بعض المشاركين كانوا يتناولون عقار الهلوسة من نبات عيش الغراب ويدخنون التبغ .
وصغار النبلاء كانوا يلعبون لعبة الكرة المقدسة فوق ملاعب خاصة أقيمت لهذا الغرض .وكانت الكرة من المطاط . وكانت إحتفالات المايا تتركز علي تقديم الأضاحي البشرية لنيل مرضاة الآلهة .
وكانت تمارس عادة التضحية فوق الأهرامات الحجرية المشيدة في ساحات الإحتفالية الدينية وكان يلحق بها سلالم مدرجة تؤدي للمعبد فوق بناية الهرم حيث يوجد المذبح . وكان يعتبر المعبد بيت راحة للإله ؤلاؤءرلا
المعابد وطقوس التضحية
كانت الأهرام الحجرية معابد ، وكان المعبد مزخرفا بالنقش الغائر أو مرسوما بتصميمات وأشكال متقنة . وهو مغط ببلاطة حجرية رأسية منقوشة أيضا, يطلق عليها عرف السقف roof comb .
وواجهة المعبد مزينة بنتواءات لأ قواس حجرية corbeled arches مميزة .
وكان كل قوس يشيد من حجر, وكل حجرة كانت تمتد وراءالحجرة التي تحتها .
وجانبا القوس كان يرتبطان بحجر العقد keystone فوقهما .
وكان أمام المذبح يطلق دخان البخورالذي كان يحرق في مباخر فخارية .
وكان المتعبدون يقدمون العطايا من الذرة والفاكهة وطيور الصيد والدم الذي كان المتعبد يحصل عليه بثقب شفتيه أو لسانه أو عضوه التناسلي بمخراز .
وللتكريم الأسمي كان المايا يقدمون الضحايا البشرية من الأطفال والعبيد وأسري الحرب .
وكان الضحية يدهن باللون الأزرق . وكان يقتل فوق قمة الهرم في إحتفالية طقوسية بضربه بالسهام حتي الموت أو بعد نكتيف (وثوق) الساعدين والساقين بينما الكاهن يشق صدره بسكين حاد مقدس من حجر الصوان لينتزع القلب ليقدم كقربان .
وكان القادة من اسرى الاعداء يقدمون كضحية يعد قتلهم بالبلط وسط مراسم من الطقوس .
ما الذي أوصل حضارة المايا إالي النهاية ؟
كان المايا يعتبرون أنفسهم أسياد العالم (على الأقل، العالم المعروف لهم)...
لهذا فقد استغلوا مواردهم الطبيعية دون حساب...
احتفظ أفراد العائلة الحاكمة و الطبقة العليا من المجتمع بحاجز يفصلهم عن بقية أفراد الشعب الفقير بالإعتماد على أساليب مختلفة منها الدين...
حتى أفراد تلك الطبقة العليا كانوا مفرقين فيما بينهم و في حالة عداء دائم...
كل هذا أدى الى إهمال المصلحة العامة.
الزراعة كانت من أسس اقتصاد المايا في بيئة كانت مناسبة في البداية، فقاموا بالقضاء على الغابات المحيطة بمدنهم ليفسحوا المجال للزراعة...
و توسعوا في زراعتهم باستمرار.
صعوبة المواصلات جعلت الوصول الى بعض المناطق لجمع المحاصيل أمرا في غاية الصعوبة؛ فهم لم يعرفوا الدواليب (أو العجلات) في الشحن...
ثم أنهم ركزوا في زراعتهم على محاصيل الذرة في اقتصاد معتمد على عامل واحد مشابه للاقتصاد المعتمد على النفط اليوم.
بسبب الاستخدام غير المتوازن للتربة و المياه...
ظهرت مشاكل لم تتمكن الطبقة الحاكمة من إيجاد حلول عملية لها، فلجأت للحلول الدينية و الشعائرية كالأضحيات البشرية مما أدى الى تفاقم المشكلات و بمرور الوقت أصبح الجفاف و من ثم الأعاصير و تفشي الأمراض من الأمور دائمة الحدوث و معها انتهت ثقة المواطنين بالحكام مما أدى الى ثورتهم عليهم في مدن عديدة...
و في النهاية، هجر المواطنون تلك المدن تماماً...
و انتهت حضارة المايا... بفضل المنجمين.
يتبعـــــــ